الجمعة، 4 أبريل 2014

سؤالان عن الأسرى والثورة

السؤال الأول: عندما أشاهد شبيحة بشار وهم يعذبون الأسرى والمعتقلين ويمثلون بالجثث أقول هؤلاء طغاة ولا يوجد عندهم دين وأعتبرهم أنجاس مجوس العصر الحديث وربما هذا مبرر لفضاعة تصرفاتهم وفي نفس الوقت أجد جبهة النصرة أو الجيش الأحرار يفعلون نفس الشيء وقتها يتوقف عقلي وأقول على الدنيا السلام واختلط الحابل بالنابل وانقلبت جميع الموازين ولا يوجد اختلاف بينهم ومن هنا يطرح السؤال: هل كان الرسول صلى الله عليه وسلم يتصرف هكذا بالأسرى مهما كان انتماؤهم وعدواتهم للإسلام والمسلمين ويمثل بالجثث ؟ الجواب: حياك الله أختنا الكريمة ، وأهلا ومرحبا بك وبكل أحرار وحرائر تونس الخضراء . ليس هناك مجال للمقارنة بين تعذيب النظام المجرم للأسرى والمعتقلين ... الذي فاق به كل طغاة العالم ... وبين ما ترونه من حالات فردية لتعذيب بعض أسرى النظام المجرم وشبيحته ، صادرة من قبل بعض أفراد الجيش الحر ... فالفرق واسع والبون شاسع وليس ثمة أي مجال للمقارنة ... أما إن كنت تقصدين داعش فنعم ، ربما فاقوا النظام المجرم في تعذيب الأسرى والمعتقلين !! هناك حقوق للأسرى لا ينبغي تجاوزها أو التفريط بها ... وخاصة في الإسلام ... فقد عامل المسلمون الأسرى أحسن معاملة ضامنين لهم حقوقهم كاملة غير منقوصة . وما نراه من بعض المسلمين من تقصير تجاه بعض الأسرى فهذه حالات شاذة لا يرضى بها الإسلام . فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يعامل الأسرى معاملة طيبة ، فيأمر لهم بطعام وشراب وغير ذلك ، وكان غالبا ما يعفو عنهم ، مقابل فدية أو دونها . ولم يكن يمثل بأسير أو قتيل ... حاشاه صلى الله عليه وسلم ، فعندما قال له عمر بن الخطاب رضي الله عنه: يا رسول الله دعني أنزع ثنيتي سهيل بن عمرو حتى لا يقوم عليك خطيبا بعد اليوم !! فأجابه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: " لا أمثل فيمثل الله بي ، وإن كنت نبيا " !! السؤال الثاني: هل هذه الثورات هي فعلا ثورات عقائدية بين مسلمين ويهود أم بين مسلمين ومتأسلمين وهل الثورة السورية أو بمعنى أصح الشامية هي المنعرج الفاصل بين الحق والباطل وما نعيشه اليوم من انحطاط أخلاقي واستعمار صليبي هو ناتج عن ابتعادنا عن السنة المطهرة ولا أقول عن الدين ؟ الجواب: الثورة مأخوذة من الفعل ثار يثور ثورة فهو ثائر ... والثورة تكون ضد الظلم والقهر والحرمان ... وقد كانت قبل عقود من الآن ، تقوم ضد الاحتلال الفرنسي والإنجليزي والإيطالي ... أما اليوم فهي ضد أذناب الاستعمار ، ضد الأنظمة الديكتاتورية المستبدة ، ضد الظلم والطغيان والقهر والحرمان الذين تمارسه هذه الأنظمة الفاسدة ضد شعوبها ... وما يعرف بثورات الربيع العربي الشعبية السلمية إنما هي طريقة راقية وأسلوب حضاري وفرصة ذهبية للتغيير والإصلاح ، لمن يحسن الاستفادة منها ، ولكن الذي حصل أن الجميع قد تآمر عليها ، وحرفوا مسارها ، وسعوا لإجهاضها ، لأنهم رأوا أن المسلمين قد تحركوا بعد صمت وصبر طويل . والثورة الشامية ليست كغيرها من الثورات ، صحيح أن لكل ثورة خصائصها وميزاتها ، ولكن الثورة السورية هي أعظمها على الإطلاق ، حيث بلغت نسبة المشاركة فيها حوالي 30% من نسبة الشعب السوري ، الذي يزيد تعداده عن (23) مليون نسمة . فهي ثورة حقيقية بكل معنى الكلمة ، وهي جهاد دفع ، لحفظ الدين والنفس والعقل والعرض والنسل والمال والأرض ... لذلك تآمر عليها الجميع ، وخذلها الجميع ، ولكن يكفي أن الله مع المظلومين المستضعفين . لا شك أن تخاذل العرب والمسلمين عن نصرة إخوانهم المنكوبين في الشام وغيرها ، إنما هو بسبب بعدهم عن تعاليم دينهم الحنيف ، الذي أمر بنصرة المظلوم والدفاع عنه ، ورد الظالم وكبح جماحه . فقد أهمل المسلمون تعاليم دينهم ، فساءت حالهم ، وكثرت جراحاتهم وتوالت نكباتهم ... ولن يعود لهم عزهم ومجدهم حتى يعودوا لدينهم وكتاب ربهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم . قال تعالى: ( وإن عدتم عدنا ) . أخوكم: فياض العبسو .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق